نزوح الأشراف العونة من مكة إلي بادية الحجاز :

_ أشراف مكة والأحداث التاريخية في القرن ال 1100 هـ .

 ونذكر هنا أن من أسباب نزوح وخروج الأشراف العونة العبادلة من مكة إلي بادية الحجاز ، هي الصراعات التي جرت وحصلت بين أمراء مكة وبين السادة الأشراف العبادلة ( ذوي عبدالله ) وقد نتج عن هذا الصراع خروج الأشراف العبادلة من مكة عدة مرات ، تارةً خروجًا جماعيًا ، وتارة يخرج البعض منهم ، سواء خلاف على إمارة مكة بين الأشراف أو خلاف على معاليمهم (وهي الأعطيات والهدايا التي تمنحها لهم الدولة العثمانية لأمراء مكة والأشراف كل سنة ) كما ذكرها المؤرخين ، وقد ذكر صاحب كتاب خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام _ أحمد بن زيني دحلان _المتوفي سنة 1304هـ _في ص 206

عن الولاية الثالثة للشريف سعد بن زيد سنة 1112هـ  قال ( فحصل بينه وبين الأشراف ذوي عبدالله منافرة لعدم الوفاء بمعاليمهم فثار عليه ذوي عبدالله _ يعني العبادلة _عن آخرهم ) إنتهى .

ثم ثاروا عليه مرة أخرى سنة 1114هـ يقول المؤلف ( ثم ثاروا عليه مرة أخرى سنة ألف ومائة وأربعة عشر فطالبوه في معاليمهم وادعوا عليه بعدم الوفاء بها ولم يتم لهم معه حال فخرجوا مغاضبين له جالين على الشريف وتوجهوا إلي جهة الطائف ) إنتهى .

وذكر صاحب كتاب منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم  للسنجاري ج 5 ص 265 و ص 274 تحقيق د. ملك خياط ، نحو هذه الأحداث في كتابه وهي خروج السادة الأشراف العبادلة ، ويمكن مراجعة هذه الأحداث في الكتب المذكورة وهي من أهم المصادرة التي ذكرت تاريخ مكة وأمراءها .

.

– نزوح الأشراف العونة من مكة إلي بادية الحجاز :

.

وبعد هذه الصراعات التي حدثت بين الأشراف واضطراب الأمن والخوف والنزاعات الكثيرة ، مما جعل الكثير من الأشراف يبحثون عن الاستقرار والأمن خارج مكة ، ومنهم الأشراف العونة ، وقد نزحت الأشراف العونة العبادلة وتحدروا شمالاً لبادية الحجاز في مطلع القرن الثاني عشر 1100 هجري تقريبًا ، ونزلت في مواضع تعرف ب ( العطيف _ مقر شنيف ) وهي مواضع تنسب لأسماء رجال من الأشراف العونة ، وكل هذه المواضع تقع شمال الطائف ، ويقول أحد شعراء الأشراف العونة عن مسقط رأسه وديار أجداده قديمًا ،

وهو الشاعر الشريف جازي بن جابر البغيلي العوني

وهي قصيدة طويلة وتاريخية ،

قالها في عام (1960م _1379هـ ) ومنها هذه الأبيات :

 .

منبعي مكة وطيبة والعطيف

                مولد المبعوث والبيت الحرام

وجدي المرحوم ابن عون الشريف

                وديننا الإسلام من قبل ألف عام

.

انظر للخريطة

.

.

_ الحلف على مويه هكران مع الدويش أمير قبيلة مطير .

.

وبالقرب من هذه المواضع موضع (مويه هكران) ويسمى المويه القديم  ، والذي تم به حلف الأشراف العونة مع قبيلة مطير الكريمة ، وقد قال الشريف عبدالله الناصر العلي القنور العوني _رحمه الله ، قصيدة يفتخر بأجداده الأشراف ، ويذكر حلف (مويه هكران) والدويش أمير مطير ومن مطلعها هذا البيت :

 .

أنا أجدادي من الأشراف لكن علقوا عاني

          مع الدويش فيصل خص فوق مويه هكراني

 .

ويقول أحد شعراء قبيلة مطير عن هذه المنازل

.

شد الدويش وحل بمويه هكران

                      ميتين عام امضى محمد ووطبان

ثم انحدر يبراه خيل وسلفان

                        وخلى الحفر ومويه للي نزل فيه

.

.

شهادة الأمير

فيصل بن بندر بن فيصل الدويش

في نسب الأشراف العونة والحلف على مويه هكران وتاريخ الشهادة سنة 1430 هـ _2009م 

.