شعراء الأشراف العونة القُدامى والأعلام
أولاً الشاعر الكبير
الشريف جري الجنوبي العوني
وهو الشاعر الكبير والمعروف ب / الشريف جري الجنوبي وهو من أحد شعراء الأشراف العونة العبادلة القدامى ، وقد اشتهرت قصائده في نجد قديمًا وتناقلها الرواة والشعراء , وحفظتها المخطوطات والأوراق القديمة ، وقد عاش الشاعر الشريف جري الجنوبي العوني العبدلي في القرن الثاني عشر الهجري 1100هـ ،
وأما عن لقبه ب ( الجنوبي ) يقول الكاتب / سعد بن عبدالله الحافي عن سيرة ولقب الشاعر الشريف جري الجنوبي في مقال له بعنوان ( قصيدة نادرة لجري الشريف )
قال ( أما إطلاق اسم الجنوبي عليه فقد ورد في بعض الروايات بأنه حصل بين جري وبين أمير بلدة الروضة في حائل موقف، وقد عرف عن أهل تلك الديار إطلاق صفة الجنوبي على كل قادم من جهة عالية نجد والطائف) مجلة مدارات ونقوش _ العدد 3 / مركز جمال بن حويرب للدراسات_الأمارات العربية المتحدة .
وقد عاصر الشاعر الشريف جري الجنوبي العوني ، نزوح الأشراف العونة العبادلة من الحجاز الي نجد في تلك الحقبة كما ذكرها لنا الرواة كبار السن من رجال الأشراف العونة ، وقد أشار الشاعر لذلك في إحدى أبيات قصائده ، والتي عبر عنها بأنه جاء الي نجد مرتحلاً مع البدو وهو غريب عليها ، ولا يعرفه أحد من أهل نجد ،
يقول الشريف جري الجنوبي العوني :
أنا جيت في نجد ولا يعرفونني
مع غزيو بدوٍ جيت لهم دليل
.

.
ومن القصائد المنتشرة بين الأشراف وهي للشريف جري الجنوبي العوني والذي قالها وهو يتحسر على ديرته مكة التي أخذوها النصاري ويتوعدهم بالحرب لاستردادها ويمدح فيها جماعته .
.
ياديرتي مكه خذوها النصارا
غديت أنا مازحف من الشمس للفيّ
سلام يامكه وبيت القرارا
والشعب والبيت الذي كان بلويّ
ان كان ابو عابد لبس ثوب عارا
امّا تمدد فيه والا انطوا طيّ
لابد من يومٍ يجي له كرارا
من فعلنا ما يدفن الميت الحيّ
إلي ركبنا فوق شخص المهارا
حنا الذي نلوي خشوم العدا ليّ
إن كان ما ترجا وشرك ايدارا
اعرف ترا ما ينفعك قول يا خيّ
محلا الي جاك البيارق تبارا
واحد مع الأبطح أو واحد مع كديّ
.
وقصائد الشريف جري الجنوبي _رحمه الله_ كثيرة ، ويغلب عليها الغزل ورقة العبارة ، وقد ذكر أغلبها صاحب مخطوط ” ديوان لباب الأفكار في غرائب الأشعار ” الجزء الأول جمع وترتيب محمد بن عبدالرحمن ابن يحى _رحمه الله حرر في 29/4/1378هـ .
.
وهذه بعض القصائد لهذا الشاعر الكبير
.







.
.
.
.
.
.
.
ثانيًا_
الشاعر الفارس الشجاع
الشريف/ بويتل بن مسعود بن شنيف العوني
عاش بنجد في سنة 1256 هـ بمنطقة السر
.
.
يقول الشاعر الشريف/
بويتل بن مسعود بن شنيف العوني العبدلي
.
.
يا بوي ياللي لك مع الشيخ مقسوم
كم حائلا تخل الشحم من قراها
يوم أنت غايب زدتنا الهم بهموم
والنفس ما يطري عليها هواها
وسريتها وألحقتها باشت القوم
عساكرا والموت يقفا سناها
واقلبي اللي من هوى الترف ماسوم
وسم المعيد اللي طويلا رشاها
تسقي لها غرس من الحمل مظيوم
وتنسف على شقر المها نيع ماها
ولو أنت مثلي ما تماتهت بك يوم
واللاش تبدي حاجته ما قضاها
.
.
وهذه القصيدة قديمة جداً وعمرها 186 سنة تقريبًا، وهي متوارثة عند الأشراف العونة، جيلاً بعد جيل، إلى يومنا هذا؛ ولها قصة تأريخية في ذلك الزمان، وهو أن القائد التركي خورشيد باشا في عام 1256هـ، كان يصول ويجول في نجد والأحساء بجيوشه ومدافعه الجرارة في زمن الدولة السعودية الثانية، وقد نزل على الأشراف العونة في بلدة عين ابن قنور في منطقة السر، وقبلها بعامين سنة 1254هـ قد أسر خورشيد باشا الإمام فيصل بن تركي آل سعود، وأبنائه عبدالله ومحمد وأبعدهم إلى مصر ووضعهم في السجن!([1]).
ولنزول خورشيد باشا سنة 1256هـ على بلدة عين ابن قنور الأشراف العونة ، ومن المعلوم أن أهل نجد يخافون منه ومن بطشه، فلما نزل عليهم، قال أحد الرجال لخورشيد باشا وهو من المرافقين له بالحملة التي معه، إنه يوجد للأشراف العونة بنتًاً جميلة تسمى (بتلة) بنت الشريف مسعود بن شنيف العوني ، تقدم للزواج منها، فتقدم خورشيد([2]) باشا للأشراف العونة فخطبها منهم، إلا أن الشريف مسعود بن شنيف وأبنائه رفضوا زواجه لأصوله التركية….!!
ولكن خشي من بطشه وإجرامه فأشار على أبنائه الشريف بويتل والشريف باتل أن يأخذوا أختهم بتلة ويهربوا بها بعيدًا عن منطقتهم، وقد دبروا له المكيدة ! وهي أن يزوجوه بنتًاً من غير نساء الأشراف العونة، فتم بالفعل تزويج خورشيد باشا من غير بنات الأشراف العونة ! وفي الصباح عرف أن هذه البنت غير البنت المذكورة له وليست كصفاتها، وعلم بالمكيدة، فألقى القبض علي الشريف مسعود بن شنيف العوني وهو كبير في السن، فقيده بالحديد في يديه ورجليه، وأخذوه العساكر أسيرًا معهم وعليه حراسة شديدة، ثم ارتحل من بلدة عين ابن قنور، فعلم بالخبر أبنائه، أن خورشيد باشا قد أسر والدهم، فغضبوا غضبًا شديدًا وفزعوا فزعة الشجعان والمخاطرة بأرواحهم، لفك أسر والدهم من حملة الظالم خورشيد باشا وعساكره، فلحقوا بهم وهم ثلاثة رجال الشريف بويتل بن مسعود والشريف باتل بن مسعود وثالثهم عبد لهم، فأخذوا يتبعوا الحملة العسكرية لخورشيد باشا، حتى عرفوا مكان والدهم، فانتظروا حتى جاء نصف الليل!
فتحرك الشجعان أبناء الشريف مسعود بن شنيف وعبدهم معهم، فدخلوا على الحارس الذي يحرس والدهم، فوضعوا السيف على رقبته وهو الشريف بويتل، وقال له إن تحركت ضربة عنقك، ووالدهم يحرك يديه لأبنائه أن ارجعوا خوفاً عليهم؛ من بطش العساكر! فرفضوا أمر والدهم، فحمله الشريف باتل والعبد على ركائبهم وهربوا به بعيدًا عن المكان، فلما علم الشريف بويتل أنهم أبعدوا عن المكان واطمئن، ترك الحارس ولحق بهم، ونجاهم الله ووالدهم من شر الظالم وجنوده، وهذه القصة من أحد القصص والجرائم التي كان يرتكبها قادة الحملات العسكرية التابعة للدولة العثمانية على نجد، والقصص مثلها كثير ذكرها المؤرخون، وقد قال الشاعر الشريف بويتل بن مسعود بن شنيف العوني قصيدته المذكورة ، وهي تبين ما حدث لوالده مع العساكر التركية .
.
انظر لكتاب المؤرخ النجدي عثمان بن بشر (عنوان المجد في تاريخ نجد) (2/184) تحقيق: عبدالرحمن آل الشيخ يذكر فيها نزول خرشد باشا على عين ابن قنور في أحداث سنة 1256هـ .
_______________________
[1])) وهذا مذكور في كتب التاريخ.
[2])) ولد خورشيد باشا في القوقاز وكان والده راهبًا مسيحيًا. في شبابه أصبح من الإنكشاريين وتحول للإسلام. وكان من حرس السلطانمحمود الثاني وشغل مناصب عليا مختلفة في الدولة. انظر ويكيبيديا
.
ثالثًا_
شاعر نجد الكبير
/ محمد بن عبدالله العوني
1275 هـ _ 1342 هـ
.
********
.

صورة العوني
.

مسجد العوني في الربيعية
.
.
محمد بن عبد الله العوني واحد من الشعراء الذين برزوا في الشعر النبطي في القرن الرابع عشر الهجري، وأحد الذين عاصروا بعض الأحداث التاريخية المهمة في الجزيرة العربية ، وهو من سكان الربيعية شرق بريدة الواقعة في القصيم بالمملكة العربية السعودية. ولد سنة 1275 هـ تقريبًا في عهد الدولة السعودية الثانية وعاش إلي بدايات الدولة السعودية الثالثة في عهد الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وقد توفي في الإحساء عام 1342 .
والشاعر العوني ينسب إلي العونة وهم الأشراف العونة العبادلة سكان منطقة السر من نجد ، وقد ذكر لنا أحد كبار السن والمعتني في أخبار الأشراف العونة وهو العم الشيخ / الشريف مشعل بن عبيد الوريثان العوني _ رحمه الله تعالى _ (يقول أن العوني ينسب إلي العونة وقد سكن مع والدي منطقة الربيعية ، بعد هجرة الأشراف العونة من منطقة السر من نجد ) انتهى كلامه .
وهذا ما أكده صاحب كتاب ( محمد العوني _ تاريخ جيل في حياة رجل ) تأليف فهد المارك ، وهو الذي جمع أخباره وأشعاره ، قال في كتابه ( الفصل الثاني ) نسب العوني ،،،،، ولادته ونشأته وطفولته
قال المؤلف ( وهناك من يقول أن العوني ينتسب إلي جماعة مجاورة لقبيلة مطير يقال لهم العونة أو العونيين ) إنتهى .

وهذا ما تأكده روايتنا بأن العوني ينسب إلي الأشراف العونة ، وكذلك من المعروف أن الأشراف العونة حلفاء ومجاورين لقبيلة مطير ، وصلتهم بهم قوية على مر التاريخ .
والشاعر العوني رحمه الله له قصائد كثيرة جدا تجدها في كتاب المؤلف فهد المارك الذي جمع فيه قصائد الشاعر كلها
ومن أشهرها
قصيدة العرضة النجدية
.
مِنِّي عليكم ياهل العوجا سلام
واختص ابو تركي عَمَا عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام
يا حامِي الوَنْدَات يارِيْف الغَرِيْب
اضرب على الكايد ولا تَسمع كلام
العز بالقَلْطَات والرَّاي الصِلِيْب
لو ان طِعِت الشوَّرَ يالحِرِ القَطَام
ما كان حِشْت الدار وَاشْقَيْت الحَرِيب
أكرم هل العوجا مَدَابيْس الظلام
هم دِرْعِك الضَّافِي إلى بار الصِّحِيْب
عينك الى سهرت يعافون المنام
غِشِ لغيرك وانت لك مِثْل الحَلِيْب
لي عَسْكَر البارود واحمر القتام
وتلافَحَت با ذيالها شِهْب السَّبِيْب
والله ما يَجْلى عن الكبد المَلام
إلا المَوَارِت يوم ياتي له نَحِيْب
ومُصَقَّلاتِ كِنِّها نَوْض الغمام
بحدودها نَفْرِق حبيبِ من حبيب

